{وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)}.التفسير:هذا هو ميثاق اللّه الذي أخذه على عباده، كما حملته شرائعه، وبلغه رسله، وهو الميثاق الذي أخذه اللّه على بنى إسرائيل. ولكن للقوم دون عباد اللّه جميعا موقف لئيم ماكر، يكشفه قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.فهم جميعا يلقون آيات اللّه معرضين عنها، يلقونها غير آبهين لها، ولا ملتفين بوجودهم كله إليها.. ثم إذا هم بعد ذلك فريقان: الفريق الأكثر الذي يكاد ينتظم الجماعة كلها، لا يحتمل حتى هذا الموقف المنحرف مع آيات اللّه، بل يولّى عنها، معطيا ظهره إياها.. وفئة قليلة هى التي تستطيع أن تمسك نفسها على هذا الموقف المنحرف! إن أحسن اليهود حالا، وأقربهم إلى اللّه، لا يسكن الإيمان قلوبهم، ولا تجد الخشية مكان الطمأنينة في كيانهم، إنهم على طريق معوج منحرف، لا يستقيم بهم أبدا.ومن إعجاز القرآن هنا أنه وصف اليهود الوصف الكاشف الملازم لهم، فما وصفوا في القرآن بوصف ينقض هذا الوصف في أي حال، وفى أي موقف.علماؤهم يبدّلون ويحرفون ويشترون بآيات اللّه ثمنا قليلا، وجميعهم- عامة وعلماء- يحملون قلوبا قاسية، هى كالحجارة أو أشد قسوة.. فسبحان من هذا كلامه.. {وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}.